الجمعة، 21 فبراير 2014

حكاية الملحفة للكاتبة (الغالية سباعي)

عنوان الرواية: الملحفة 

كتابة وتأليف : الغالية السباعي

2013


المقدمة :
كل منا له حكاية ترسم تفاصيل وجهه وشخصيته ومعاناته وأفكاره ومبادئه وممكن أن ترسم توجهاته , عن ما يحب وما يكره في حياته , قصتنا اليوم تتحدث عن عصر الجديد بين تحديات الغربة وحب الوطن الذي يظهر في تقاسيم وتفاصيل كينونتنا , هكذا هي الرواية بطلتها تدعى : "الزوينة " وتجري أحداثها من خليج العربي حتى تبدأ في منبع ولادة حكايتها قلب الصحراء مدينة العيون , بعد أن قضى والد الزوينة عبد العزيز في الإمارات عشرين سنة , وهو يكافح من اجل بناء نفسه ومستقبله ,من اجل زوجته الحبيبة مريم وابنته الدلوعة "الزوينة " ,التي كانت هي كل حياته ويرى فيها معالم وطنه المفقود , لكن ابنته هذه كانت مغرورة ومتكبرة و العنيدة , وحين تغضب تفعل ما يحلو لها دون تفكير في النتائج , وهكذا كانت الزوينة كل تلك السنين العشرين المدلعة. وفي يوم تقدم لها شاب ايمراتي لزواج كان زميل لها في دراسة , لكن والدها رفض بشدة وبأنه قد أعطى كلمة لعمها أن الزوينة سوف تتزوج ابن عمها فقط , عاندت ذلك الزوينة كثيرا لكن والدها كان مصراً وبأنها كلمة شرف ولن يتنازل عنها , وبأنه اختار هذا اختيار بسبب حبه الشديد لها , فهو لن يحس بأمان حتى يرها متزوجة من ابن عمها , ولا احد غيره , وهكذا هي بداية حكاية الزوينة وبسبب إسرارها على الزواج من هذا الغريب جمع عبد العزيز الحقائب عازما على السفر إلى بلاده وخاصة مدينة العيون,و انه لن يعود حتى تتزوج الزوينة من ابن عمها , ولكن الزوينة ترفض ذلك رفضا قطعيا ,وتقول بأنها لن تتزوجه إلا إذا كانت جثة خامدة , ترى ماذا ينتظر الزوينة في الجزء الأول من حكاية "الملحفة"

***************** الجزء الأول ******************

الزوينة فتاة في العشرين من عمرها تدرس الطب البيطري ,لحبها الشديد للحيوانات ,وترتدي العباءة السوداء دوما , وهي ذات العيون الخضراء وشعر الذهبي , ولون بشرتها الأبيض, كل هذا الجمال كسبته من جمال والدتها , وهذا سبب خوف عبد العزيز الشديد عليها , حاول مرارا أن يجعل الزوينة ترتدي الملحفة , ولكنها كانت ترفض ذلك , كانت بنسبه لها نوع من تخلف في نظرها , وبان الملحفة لا تعتبر حجاب , كانت أفكارها متحجرة ولا تناقش , ولكن حب والدها الشديد لوطنه جعله يحاول أن تفهم زوينة معاني وطنه وثقافته وتقاليده , وبان ما تبحث عنه الزوينة هو مغروس في أهل الصحراء بلده المحبوب , ولكن كيف سوف تفهم ذلك الزوينة التي عاشت في أجواء أخرى وتقاليد أخرى , حتى أفكارها متنافية مع ذلك .
احضر عبد العزيز جوازات السفر واستعد لسفر رغم رفض الزوينة الشديد , وبعد صعود الطائرة نظرت الزوينة للأرض وهي تعد نفسها بالعودة ....
وها هي الطائرة تحلق فوق أراضي الصحراء حين نظرت الزوينة للأرض بدأت تحدث نفسها وتقول : هي ذي الأرض القاحلة هي الجنة عن والدي .
أما عبد العزيز فكانت فرحته لا توصف فقد عاد أخيرا لوطنه وعشق عمره , وتفاصيل وجهه وحين نزل من طائرة سجد على ارض غارقا في دموعه , أما الزوينة فكانت تنظر إليه ولا تفهم سبب ذلك وبدأت تضحك , كان ينتظرهم في المطار العائلة إخوة عبد العزيز وإخوة زوجته مريم , وبدأت الزغاريت عند رؤيته فقد غاب عنهم عشرين سنة منذ ولادة الزوينة , ثم طلب عبد العزيز منهم أن يتركوه يذهب بسرعة إلى والدته التي كانت ضعيفة جدا ولا تستطيع المشي , وذهب الجميع لمنزل الجدة , دخل عليها وبدا يتأملها ويتذكر كيف تركها بصحتها وهي ألان ضعيفة أمامه , فرمى بنفسه بين أحضانها وهو يبكي فهو كان مرغما على الغربة وبعده عنها , أما هي فكانت تنظر له وتحاول تذكره , فلم تقل سوى : يا ولدي سْخَيتْ بيا , وكان ذلك يحترق في صدره , أما الزوينة فقد أحست أن الكل ينظر لها , فكل أعجب بجمالها حتى أبناء عمها آخذو يندبون حظهم لماذا لم تكن من نصيبهم , لكن الزوينة كانت تنظر للجميع ولا تتكلم أولا لأنها لم تكن جيدة في اللهجة الحسانية رغم أن والدها يحدثها فقط بها , وهي تفهم القليل فقط أما حديثهم هم كانت تجد صعوبة في فهم بعض الكلمات , جاءت خديجة و ليلى بنات عم الزوينة إليها وبدأ هذا الحوار بينهن :
ليلى : مرحبا ..مرحبا..بالعروس ههههه
خديجة : اصبري عليها بعد تتنفس خلعتيها...
ليلى : هي ألا تلود لو ..ياغير هو ماهو هون..
الزوينة : هو منهو؟؟
ليلى : لعريس هههههه
خديجة : رانك حشمتيها 
غضبت الزوينة وذهبت إلى أمها وجلست قربها , فهي أخر شيء تفكر فيه هو الزواج وكانت تفكر ماذا تفعل في هذا الزواج الذي مفروض عليها .
وبعد أسبوع , بدأ الحديث عن الخطوبة مما جعل الزوينة تفكر في الهروب والعودة إلى إمارات الذي تعتبره بلدها , فعزمت الزوينة على جمع حقبتها والرحيل ...
ترى الى اين ستذهب الزوينة وماذا ينتظرها ؟ كل ذلك نعرفه في الجزء الثاني من قصة " الملحفة"....



الجزء الثاني من حكاية : "المَلْـــــــحْفَة "

وبعد أسبوع , بدأ الحديث عن الخطوبة مما جعل الزوينة تفكر في الهروب والعودة إلى إمارات الذي تعتبره بلدها , فعزمت الزوينة على جمع حقبتها والرحيل ...
انتظرت الزوينة حتى نام الجميع وذهبت من البيت. قد لا تكون تعلم وجهتها لكنها المهم أن تهرب , أوقفة شاحنة على طريق وطلبت منها أن توصلها إلى مطار , لم تكن تعلم أن تلك الشاحنة يسوقها رجل سارق , ابتسم الرجل في وجهها , وحين فتحت حقيبتها رأى الرجل المال واخذ ينظر لها , وقال لها قبل أن أوصلك للمطار يجب أن أوصل هذه الأشياء إلى البيت , وافقت الزوينة على طلبه , ثم ذهب إلى بيته دخل ثم خرج , وكان يحمل بيده قنينة ماء , فرحت الزوينة بذلك وطلبت منه أن تشرب الماء , وشربت منه وبعد مدة لم تعد تستطيع الكلام لشدة رغبتها في نوم ونامت الزوينة ....
استيقظت الزوينة لتجد نفسها في صحراء ليس قربها احد , لا ترى شيء وهي مرمية وأغراضها , فتذكرت أنها قد فقدت وعيها بعد أن شربت الماء , أحست الزوينة بخوف الشديد فهي في مكان مقطوع , وقد يتهجم علها احد , صلت ركعتين وطلبت من الله المساعدة , وجلست تنتظر أن تمر أي سيارة , ثم بعد ساعات طويلة من انتظار إذا بها ترى سيارة من نوع همر فأخذت وشاح ابيض ووضعته على رأسها كانت تفكر بأن تدعي أنها امرأة كبيرة حتى لا يطمع فيها هذا الرجل , فأشارت إليه بيدها فتوقفت السيارة ونزل منها شاب ذو صورة حسنة مما أربك الزوينة , كان وجهه عابس و ينظر لها باستغراب شديد , مما أخاف الزوينة , وبدأ هذا الحوار بينهما :
الشاب : انتي اجابك ذا لبلد ؟؟
الزوينة : جابني حد هون 
الشاب : وأخبارك منو ...
الزوينة : كنت ندورو يلَحَكني لمَكانْ وعكب شربني شي وعيت على راسي هون وسرك الي كان عندي نافع ..
الشاب : مالك مدركة وجهك عني , ياك مالحكك بشي ولا خايفة مني؟
الزوينة : ما نعرف انا بغيت مكان نصتراح فيه من لبارح ماذقت شي وحاسة بدوخة .
الشاب : انا يا اختي خايف منك , خاف تعودي من إلي ما سمينا 
الزوينة : شنهو معنى ما سمينا
الشاب : انتي الا كيف حد ماهو من ذي ارض
الزوينة : ويش تكول 
الشاب : هههههههههههه عدتي كاع خليجية 
الزوينة : انا من امارات
الشاب : هههههههه وانا من هند 
الزوينة : انا مانضحك انا نتكلم حك عندي
الشاب : هو ظاهر عنك مانك لابسة ملحفة , ولابسة ذي صبانة كيف لعزوز
الزوينة : ماني متكلمة معاك الا لحكني وتوف
الشاب: انا كايس لخيام نلحك لهم المونة حدني راجع لمدينة
الزوينة : ألا راني معاك الين تعود كايس مدينة
الشاب : انتي كيف حد هارب؟
الزوينة : ما هو شي يعنيك
الشاب : ايوة اكلعي ذي اصبانة عن وجهك نشوفك
الزوينة : ماهو شي مهم , انت ويش تريد بشوفتي
الشاب : الله ..الله ...حجلتي لي مسلسل خليجي
الزوينة : ماني ضاحكة
الشاب : صافي , تفضلي للوتة , يا سيدة الخليج 

نظرت إليه بغضب وحملت حقيبتها وجلست في السيارة , وانطلق في طريق إلى خيام أهل هذا الشاب , وكان كلما سألها لا تجيبه التفت إليها ليجدها نائمة , كان الشاب يريد أن يرى وجهها فهي لم تظهر له سوى عينها , وهذا جعله يريد أن يعرفها , وحين أراد بيده نزع وشاح عن وجهها فتحت عينها وفاجأته , مما جعله يضحك , أما هي فزاد غضبها منه لفضوله.

وصلوا أخيرا للخيام أوقفها الشاب وقال لها بان لا تقول لهم أين وجدها , لأنه سوف يدعي أنها جارتهم تريد أن يوصلها .
دخل الشاب على خيمة الكبيرة وقال لها أن تنتظر حتى يخبرهم بأمرها , وبعد خروجه من خيمة جاءت معه امرأة والتي رحبت بالزوينة طلبت منها الدخول , دخلت الزوينة فوجدت امرأة مسنة , وقربها طفلين وطفلة , وشيخ الكبير , ألقت التحية عليهم والجميع يتساءل ما الذي ترتده الزوينة .
ثم بعد ذلك سمعت الزوينة المرأة العجوز تنادي يا عمر...يا عمر , فلم تعرف على من هي تنادي و وبعد قليل جاء الشاب الذي أوصلها لهم , فعرفت الزوينة أن اسمه عمر , ثم جاءت المرأة إليها وطلبت منها أن تذهب معها في نزهة , وذهب معها وبدأت المرأة بحديث:
المرأة : أولا لهي نعرفك بيا أنا ينكالي سالمة , وبأولادي ثلاثة ذوك الي شفتيهم مع أمي كبيل , ومولى خيمتي خدام في مدينة ثانية ويجينا نوبى نوبى ,انا نبغي البادية ونجبر راحتي الا فيها , هواها نقي وأهلها زينين , ونبغي مسلة غروب شمس , ينزل عليا الراحة , مزلتي لهي تعرفي معنى كلامي الا نهارين ثلاثة وتجبري هون سر ماكط عرفتيه ...
الزوينة : ههههههه واعر عليا صِدكْ الجو ها لحينْ ما شاء الله , لكن ويش اكول مابحبو 
السالمة : هههههه انتي شكلتي 
الزوينة : اسمحيلي نسيت ماكت لك انا طول عمري عايشة في امارات
السالمة : منين فيها
الزوينة : دبي
السالمة : واو ذيك لمدينة ما يسكن فيها كون أغنياء 
الزوينة : ههههههه ماهو لذك درجة , حك عنا حمد لله عطانا مولانا من باب واسع
السالمة : هههههه بيك الا تواضع, وصابلك لابسة ذا لباس الغريب 
الزوينة : ايوة انا نلبس الا عباية ياغير تكطعت عليا , وماجبرت الا ذا نبسو
السالمة : لا لا خاصك تلبسي ملحفة النيلة 
الزوينة : شنهي النيلة ؟
السالمة : الملحفة رمز الأنوثة والهوية , ونزيدك تحمي الوجه من الشمس وترطب بشرة الجسم , ونلبسوها منذ بلوغنا بيها تستر الجسم كامل وهي ألا أربع امتار تلف به المرأة نفسها وما تحتاج لخياطة أطرافها ونحنا ما نعتابروها فقط لباس بل ترمز لانتمائنا كيف إلا كلت لك بطاقة الهوية وتعني اعتزار بالتقاليد, وهي فيها أنواع كثيرة "الشكة" و "كنيبة" و "وكاز"و "كونتر" و "شيفون" و "سامبل" وذو اسماء تدل على نوع الثوب المصنوعة منو اما الي يلمع وذا اغلاهم يسمى "سواري" عادة تلبس في سهرات المناسبات ,وذي النيلة نوع من ملحفة مصبوغة بمادة زرقاء تسمى النيلة وهي مصنوعة من مادة مضادة طبيعي لشمس ونعدلو منها البرقع كنقاب لوجه لحجب أشعة الشمس , هههههه راني حاولت نكولك بعربية باش تفهمي مزيان.
الزوينة : واو , انا كنت نظن عنها الا ملحفة من صنف واحد وذي نيلة ماكط شفتها وظرك لهي تعلمني نلبسها , ياغير كيفاش تعرفي تكلمي بذي طلاقة ظاهر عنك مانك جاهلة .
السالمة: ههههههه صابلك شفتيني في بادية وشكيتي عني جاهلة , حب البادية ماهو بضرورة للجهلاء , حب الكينونة وثقافة , انا كريت الى اول قسم جامعة وتوقفت بيا زوجت ونعرف لغتين.
الزوينة : تبارك الله , عجبتني
السالمة : وانتي شكنتي تكراي
الزوينة : من كفني تخرجت من كلية الطب البيطري , من حبي الشديد للحيوانات 
السالمة : ههههههههه فاصل فيك عمر , مايعرف دواهم ولا شي 
الزوينة : الصراحة ماكط تعاملت مع الإبل ولا الغنم 
السالمة : ايوة الا راهو عمر يعلمك أخبارهم , ظرك تعالي نعطيك ملحفة النيلة تلبسيها .
دخلت الزوينة و السالمة الخيمة وبدأت السالمة تعلمها لبس الملحفة , وكانت الزوينة تضحك لأنها كلما خطت خطوة كانت تسقط , وبعد محاولات متكررة استطاعت أن تتحرك بها إلى الخيمة الكبيرة التي كان بها الجميع , جد وجدة عمر ومعهم عمر , وحين دخلت عليهم الزوينة دهش عمر منها فهو أول مرة يرى تفاصيل وجهها , وقد بدت بالملحفة النيلة كوردة الجميلة بتلك العيون الخضراء كاخضرار الربيع , لكن لم تلبث الزوينة حتى سقطت على الأرض بعد أن تعثرت قدمها بملحفة , و انفجر الجميع ضاحكا ...
ثم قال عمر : ازوينة بعد يا واجعة 
السالمة : انت نسيت عنا معاك , واتضحك فيها راهي اول مرة تلبسها 
عمر: كولي ذاك اصا..
الزوينة : ايوة مزلت نتعلم ونعود نعلم
عمر: واعرة على سيدة الخليج
الزوينة : لا تليت تكولها
عمر: الين يصلح لسانك ورآنا نعيطو لك باسمك

نظرت إليه بغضب وجلست قرب الجدة , وكل ينظر لهذا الجمال الذي يلبس ملحفة , وبعد ذلك جاء رجلان من أبناء عم زوج السالمة , وتم ترحب بهم وإكرامهم ولكنهم كانوا ينظرون لزوينة بإعجاب شديد , ولاحظ ذلك عمر مما جعله يفكر بان يذهب بهم إلى خيمة الأخرى , لكنهم رفضوا ويقولون أنهم ليسو أغراب عن عائلة ولا يجب معاملتهم كضيوف , لكن عمر وسالمة يعلمون أنهم يردون أن يعرفوا الزوينة , وفعلا اقترب احدهم لسالمة وسألها عنها , لكن الزوينة قالت ضيفة فقط ولم ترد ان تقول شيء , اما عمر اقترب من جدة يعطيها "كدحة اللبن" , وقال بصوت منخفض لزوينة : "انتي زيانت عندك تكعدي مع الرجالا" , فأغضب ذلك الزوينة وردت عليه بسخرية : "حك" .
فغضب عمر من ذلك , وظل صامتا رغم حديثهم وضحكهم , أما هو ينظر ولا يعلق على أي شيء, ثم قام الرجلان وودعوا العائلة , وخرجت السالمة والزوينة على ضوء القمر وبينما هما يتحدثان نادت الجدة على السالمة , وبقيت الزوينة وحدها , وبينما هي شاردة الدهن في ضوء القمر , سمعت صوت يقول :
عيناك عالم من الأسئلة…و عيوني بالحب مثقلـــة…نظراتي إليك تحيـــّـــرني…و نظراتك لي مذهلـــــة....طرف كحيل يراقصنـــي
و سهام النظــرة قاتلـــــه..
تلتفت الزوينة , لتبحث عن مصدر الصوت لكنها لم ترى احد , ترى من ان جاء الصوت كل ذلك نعرفه في الجزء الثالث ....

الجزء الثالث

تلتفت الزوينة , لتبحث عن مصدر الصوت لكنها لم ترى احد , ترى من أين جاء الصوت , وعادت السالمة إليها فروت الأمر وبدأت السالمة تضحك وقالت : رانك ألا تتخايلي .
ثم ذهبوا لخيمة وهناك كانت الجدة وحدها تسبح , ثم جاءوا أطفال وطلبوا من الجدة تروي لهم قصة , ثم اقتربت الزوينة من جدة لحبها لروايات القديمة , وقالت الجدة : كَالكُم ما كالكم , عن خَالك طْفَيلة كانت هي إلي عند أمها , وكانوا يسكنوا في بلد تغزيهم فريك من غزاة, تكبذ الي عندهم , وينفرض عليهم كل عام يعطوهم طفلة , باش يبيعوها , ومنين لحكت منتها سن وعادت طفلة كبيرة وزينة , وخافت عليها أمها ليكبذوها منها بيهم يمشو بطافيلات , جاها الشيخ لفريك وكالها عنو يارتها تواسيها أذكر باش تسلك من غزاة , وفعلا كطعت لها زغبها وبنات لها كوخ على جبل , وكالت لأهلها عنها اختفت وربما كالها ذيب , سكنت فذاك الجبل أسبع عمان وهذا الجبل كان فزر لخيام لفريك , وكانت ذي طفيلة عندها صوت زين , وكانت ألا منين يعود غروب الشمس تطلع الى فوك السدرة وتجبى على لخيام وتم تكول : كولو لمي عن الموت ماهو فزر لحباب عذاب ...كولو للخايف من انسان عن بشجاعة يغير الزمان...كولو لرجال عن الي عاطي لحمة منو ماهو انسان ..كولو كولو ....ومنين تكمل يعوي ذيب ويعوي الين ينخلع ذاك لفريك كامل , وتمت تنتشر ذيك لخبار عن خالك غولة ويخدموها ذياب وتغني في لمسى ( وقت الغروب), الين ماتلى حد كاد يطلع ذاك الجبل . حتى غزاة علمو بلخبار ومنين جاو لذاك الجبل سمعو صوتها وعويل الذيب , وصدقو بلخبار , وخالك نهار منين جاو يكبذو طفلة مابغى بوها وكالها اهربي منتي للجبل ذيك الغولة ما لهي تخسر عليك شي , وهربت ولا كدو لصوص يتبعوها من خوف , وعادو الا يجو يكبذو وحدة تجري وتطلع للجبل , الين بكى لفريك ما فيه طفلة , ومنين عاد يلحك لمسى يتمو يسمعو اصوات مختلفة وكلها يكول حكمة , ويعكبها صوت ذيب , ايوة منين بكاو بلا طافيلات عادو لصوص يدورو يكبذو لعليات , ياغير الا ذاك الي وقع لطافيلات وقع لعليات كامو طالعين الجبل , وتبعوهم ازواجهم , وفي تالي مابكى حد من لفريك كلشي طلع الجبل ومن ذاك الوقت ماتلاو غزاة يجو ذاك لفريك , وسر عن الجبل مافيه أي ذيب الا طفيلة لولى كانت تعوي كيف ذيب باش تم تخلع غزاة باش مايهجمو عليها , وذاك الي عدلو كاملين .
شفتو يا اولادي حكمة ذي طفيلة العاقلة نقذت أهلها كاملين , ذاك علاه المثل ايكول تَحْكَر العين العود الي يطرفها , وشجاعة ما تحتاج لقوة البدن خاصو الا انسان يعود بعقلو وحكمتو ومالهي يكد حد عليه , وندوركم يا أولادي عاكب ذا تمو تفكروا بعقلكم سابك تخبطو بيديكم .

كانت الزوينة تستمع لرواية وهي مندهشة من حكمة التي انتهت بها , فهي لم تكن تعلم أن هذه المرأة العجوز تفكر بهذا الأسلوب ,حتى تعطي درسا ممتع ومفيد في نفس الوقت , وحين التفتت على أطفال وجدتهم نائمين, ثم دخل عمر وبدأ الحديث :
عمر: ايوة يا سيدة الخليج شنبت عندك الجو هون.
الزوينة: الجو صراحة زين , وغريب عنو بعيد عن المدينة , وأغلبية وسائل الراحة ماهي موجودة , ياغير خالك شي يبعث بأمان وشي ثاني مافهمتوا..
عمر : ايوة , كومي جيبي مسايلك رانا لهي نمشو ليلة لمدينة 
الزوينة : حكلا , اسبكني انت للوتة الين نتوادع معاهم 
عمر : ايوة لا تعطلي

بكت السالمة والجدة على فراق الزوينة , وبدأت السيارة في المسير , وفي السيارة دار هذا الحوار :
عمر : يا الزوينة ماني شايفك فرحانة للمشي للمدينة , انتي جاحدة عنا شي.
الزوينة : ما نعرف شلاهي نكولك , والموضوع يطول شرحو , انا ندور منك مسلة وحدة تلحكني للمطار 
عمر : المطار؟؟؟ انتي منين واعدة
الزوينة : دبي
عمر: دبي ههههههه انتي حك عندك ؟
الزوينة : حك
عمر: انا راني نتكلم حك عندي
الزوينة : وانا راني نجاوبك حك عندي 
عمر: ساخية بينا الظاهر ...
الزوينة : انا هاربة , بيا والدي باغي يزوجني من حد ما نعرفو
عمر : شنهو هههههههه الناثي ايلودو لحد يشدهم وانتي هاربة 
الزوينة : انا اخباري منكم الين نلود 
عمر : ايه معنى ذا عنك مواعدة حد فم 
الزوينة : هههههه وانت علاه مسول
عمر : بيه ذا تفسر الوحيد
الزوينة : الا الي عجبك و انا ماني مجاوبتك 
عمر : لهي نكولك حتى انا خاطبين لي منت عم ولا نعرفها ولاكط شفتها , الا غصبوها عليا 
الزوينة : وانت موافق
عمر : هههههه الا لهي نهرب معاك 
الزوينة : ههههههه
عمر: اخير فيك تواجهيهم عن تهربي
الزوينة : والدي ما يناقش
عمر : ايوة نشدك انا , وكولي لهم عنك تخيمتي 
الزوينة : ههههههه ياوي انت نجنيت , ذاك انا مانعدلو
عمر: هههههه جدت عليك , الا ماني ساخي بيك 
الزوينة : شنهو معنى ذا 
عمر: ماهو شي ..

عم الصمت مدة بينهما فما قاله عمر جعل الحديث صعب , لكن وبعد مدة من صمت توقفت السيارة , وإذا به عمر يحاول تحريك السيارة لكنها لا تتحرك , نزل يتفقدها فوجد أن احد عجلات قد أصابتها حديدة , ولم يكن عمر يملك بديل لها , فاخذ ينطق كلمات من الغضب , أما الزوينة لم تفهم شيء ثم قالت : هي الوتة امالها
عمر: انفشت الرويضة , وماعندي لها بديل
الزوينة : وكط كاع شفت حد مسافر ولاهو موجد روايض لوتو, صِِدك اهبل
عمر: شنهو 
الزوينة : اهبل
عمر : خليني من كلامك ذاك راهو بالي ماهو ناقص
الزوينة : لا تفش فيا غضبك 
عمر : ايوة لهي نباتو فذا لخلى 
الزوينة : وحدك فيه , انا مانبات فلخلى 
عمر: ههههههه ايوة شدورنا نعدلو ذا تو مالهي نجبرو حد 
الزوينة : ايوة رانا نصبرو لغدا يفرج مولانا
عمر: اركدي انتي فوتة , وراني نركد انا حذا ذي طلحة 
الزوينة : نووووو نخاف , الا انت ركد هون لكدام في وتو وانا نركد في كرسي خلفي.
عمر : ههههههه تخافي , ايوة راني نركد هون لتكولي عن اهل صحرا ماهم حسنين 

وبعد مشاحنات بينهما , نامت الزوينة في مقعد الخلفي , ونام عمر في مقعد الأمامي , وبعد ساعات وفجأةً هجم عليهم قطاع طرق وآخذو يضربون السيارة ويأمرونهم بفتحها , كانت الزوينة لا تكف عن الصراخ من الخوف أما عمر فكان يقول لها أن تهدأ فهو معها , ولن يترك احد يصبها بمكروه, وبدأ بكسر الزجاج, ولكن خاف عمر على الزوينة من أذى ففتح لهم الباب وخرج وقال لهم يمكنهم أخذ كل ما يردون , كانوا رجال ملثمين ويملكون سيارتين , وكأنهم رجال عصابات , فأمروه أن يُخرجها هي أيضا , وقد خرجت وهي تمسك بعمر وتخفي وجهها وراء ظهره , لكن بعد أن اخذوا كل شيء كان في السيارة وكل ما كان يحملون , اقترب زعيمهم منها ووجه النور إلى وجه الزوينة لكنها كانت تخفي وجهها وراء ظهر عمر, لكنه أخذها من يدها ليرى وجهها وحين امسك يدها غضب عمر واقترب منه بسرعة وضربه مما جعل زعيمهم يغضب وأمر رجاله بأن يمسكوه , وبعدها وجه النور إلى وجه الزوينة , والذي كان يخاف منه عمر أن يحدث حدث , فقد أعجب الزعيم بالزوينة وقال انه سوف يأخذها وبدأ هذا الحوار من مشاحنات : 
الزعيم : إنتي لهي تمشي معانا
الزوينة : شدور مني 
عمر : ماهي ماشية معاكم , هي مولاة خيمتي شلكم بيها 

- اندهشت الزوينة من كلام عمر لكنها تعرف انه يحاول أن يخلصها منهم -
الزعيم : هههههه , يعملها زوجتك لهي نمشي ونزوجها انا ...
عمر: على جثتي بعد انا 
الزوينة وهي تبكي : انا بأولادي منو ويحانوني نجي نعشيهم 
الزعيم : ههههههه وكم عندك كاع 
عمر : اربعة 
الزوينة : خمسة 
الزعيم : هههههه معنى عنكم تكذبوا هو يكول أربعة وانتي تكولي خمسة ذا ماهو حك
الزوينة : خامس ما فات خلك
عمر : حك ...حك ... هي امرأة ثكِيلة شلاهي تزي لك .
الزعيم : حك...ياغير زوينة خلاعنا 
اقترب احد الرجال من الزعيم وتحدث معه بصوت منخفض , ثم فجأة ترك الزعيم يد الزوينة , وركبوا سيارتهم ورحلوا ولكن الزوينة لحظة ذهابهم أغمي عليها وحين حاول عمر أن يوقظها وجد أن حرارتها مرتفعه يظهر أنها من شدة الضغط والخوف , فحملها ووضعها في مقعد الخلفي سيارة وحاول أن يضع لها منشفة على رأسها وهي طول الليل كانت تهذي من شدة الخوف , وظل عمر طول الليل ساهراً , وفي صباح استيقظت الزوينة تجد على رأسها منشفة وعمر نام وهو جالس قربها , فعرفت أنها كانت لست بخير , وبعد لحظات استيقظ عمر وحين نظرا لبعضهما ابتسم كل واحد منهم للأخر فقد تذكروا كلامهم مع العصابة , ودار هذا الحوار :
الزوينة : هو آنت مولى خيمتي وانا ماني عالمة 
عمر: وانتي جاحدة عني الخامس 
وبدأ في ضحك بشدة , حتى توقفت الزوينة , وبدأت في البكاء وهي تقول :
- ماني عارفة لو كنت مشيت معاهم , شكنت لهي نعدل.
نظر عمر لها وقال:
- ماحدك معايا ماتخافي من شي , المرة جاية لهي نكول عنك امي هههههههه
ابتسمت الزوينة من كلام عمر وقالت :
- ايوة باز , كول باطل عنك بويا , لا تنسى عنو زعيمهم كال عني زوينة
عمر : انتي بدل ماتحمدي مولانا عنو ارفد باسهم بعيد عنك , ماذكرتي ماهو تغزلو فيك , ماغلى عليكم حد يشكركم 
الزوينة : حك...وحتى ملي
عمر : كومي...كومي ظرك مانا صايبين لحربك ذيك , خاصنا نمشو من ظرك كانا نجبرو حد يلحكنا اما ايلا تمينا هون مانا عارفين شلاهي يوقع ملي .

ثم بدأ عمر والزوينة رحلتهما إلى البحث عن من يوصلهم إلى المدينة , وهكذا وبعد المشي طول اليوم تعبت الزوينة من المشي وجلست و عمر يأمرها بذهاب فطريق طويلة , وكلما جلست كان يقول لها اسمع أصواتً مثل عصابات , فتقف الزوينة وتبدأ بجري ويبدأ عمر بضحك مما يزعج الزوينة , فتحمل عودان ومرة حجر وتحاول رميها عليه لأنه يغضبها بكلامه , وعند الغروب رأى عمر الخيام وعزموا الذهاب إليها , ووصلوا أخيرا لها وإذا بهم يرو مجموعة من النساء مجتمعة على شيء , وحين رأوهم أخفوه , ألقى عمر التحية عليهم وسألهم عن أزواجهم , وكان منهم احد يملك وسائل نقل يريد أن يوصلوهم للمدينة , فنظرت إحداهن لزوينة , واقتربت منها , وقالت :
- انتي مانك من ذي الأرض , وأخبارك من غريب عنك تتجولي معاه.
لكن الزوينة لم تجبها بل أحست بخوف واقتربت من عمر وجلست ثم قالت له :
- عمر أنا حاسة عن ذو لعليات ما هم طبيعيات .
ابتسم عمر وقال لها :
- انتوما لعليات ماكط عدتو طبيعيات , لا يخمك هاذو لعليات الا ذنبتهم بيهم حياة البوادي
ايوة الله يلطف راني بعد كلتها لك , ثم طلبوا منهن أن يناموا الليلة هناك حتى يأتي أزواجهم .
نام عمر , أما الزوينة فلم تستطيع النوم وادعت أنها نائمة وهي تحاول أن تستمع لما يقولون , فدخلت امرأتان وأخذت ترش شيء أبيض يظهر انه الملح , ثم قالت إحداهما للأخرى :
- ذي طفلة هي إلي كنا نلودو لها , عينيها خضر وأيدها مختومة , ياغير كفاش لهي نكدو بها وهي معها ذا راجل , شوفي انا لهي نخبطو بشي على راسو الين يغيب ونكبذوها هي ونرفدو لخيام من هون .
- ياغير خاصنا الين يجو رجالا باش يعاوننا
- لو حانيناهم لهي يفطنو لنا , وهربو سابك ما جاو الرجالا 
- ايوة مع طلوع الفجر لهي نفذوا ذا , ظرك لهي نمشي نوجد اللفة .
سمعت ذلك الزوينة وأحست بأن أمراً شنيعا سوف يحصل إن لم يهربوا ألان , وعند خروجهما اقتربت من مكان عمر وبدأت تنادي عليه , فاستيقظ عمر وهو يتذمر وقال:
- انتي مافتي ركدتي , خليني نصتراح شوي
- يا عمر ذو لعليات سمعتهم كولو عنهم لهي يخبطوك فراس , وله يمشو بيا , وسمعتهم يكولو شي مافهمتو عنهم كانو يلودو لي وعن ايدي مختومة , ذا شنهو معناه 
- وووووووو متاكدة , ذا ايلا عاد حك , رانا جينا فشي امتن من عصابة 
- انا مافهمت؟؟
- اخير ماتفهمي , ظرك خاصنا نهربو من هون سابك مايجونا , ورانا منين نلحكو بلد سالم نكولك لخبار 
- كون كوم , كوم ...انا عدت خايفة 
- وانتي اينتى كاع ماكط خفتي , يجعل مجيك مبارك , من نهار شفتك وانا مصائب على راسي 
- ماني مكلمتك ظرك حسابك بعدين 
حاول عمر والزوينة الخروج من الخيمة دون أن يحسوا بهم , لكن بمجرد خروجهم سمعوا عويل إحداهن , وإذا بهن يبدأن بركض ورائهم , وهما يركضان ...وفي طريق وجدوا خيولا مقيدة يظهر أنها لهم , فاخذ عمر إحداهم وصعد الخيل وحين أراد أن تصعد معه الزوينة رفضت وقالت أنها تأخذ خيل لها لأنها تعرف امتطاء الخيول , وهكذا كل منهما امتطى خيلا وهربا ..... 
وبعد أن أحسوا أن لم يعد احد ورائهم , توقفوا ليستريحوا وقالت الزوينة : 
- فهمني هوما ذو مالهم 
عمر وهو يبتسم :
- هاذو يا وني السلالى , والي يلودو لكنز هههه
- شنهو ؟؟؟ مامعنى السلالى ؟ وكنز اش ؟؟
- السلالى هوما الي يمصو الدم من اجساد البشرية ويعشو عليه , اما الي الي يلودو للكنز هاذو مشعوذين منين يجبرو حد خطوط ايدو مكتملة ايكولو عنهم يستخدموهم باش يلحكو الكنز 
- كفاش يلحكهم للكنز؟
- يكتلوه ..
- ووووووو هاذا عاد يخلع , انت جايبنا هون لاش
- مانلا ياذا ماكط ريتو.. الا مجيك انتي جبرني بذا الي كنت الا نسمع عنو 
- ههههه قصدك عني انا سبب
- حتى
- ايوة انا له نمشي فطريق وانت فطريق
- ماتكدي , ايلا جبرك حد وحدك فلخلى لهي تعود اطم 
- ايوة لحكني لاهلي وخليني نصتراح 
- ذاك ماهو فيدي ..
- ايوة لهي نمشو لمدينة على الخيل 
- لهي نعدلوها الين نجبرو وتة 
وبدأ في مسير على خيول مسيرة طول اليوم , ثم بعدها وجدوا سيارة بها شيخ كبير وزوجته وابنه وأوقفوهم وطلب منهم عمر أن يوصلهم لحدود الطريق إذا لم يستطيعوا أن يوصلهم للمدينة , فقال الشيخ:
- يا ولدي أنا فاصل فحد يصوك بينا الوتة لخيام عندنا مناسبة ولدي فم , ومن عاكبها لهي نرجعو لمدينة , احضرو معانا مناسبة وبعد ثلاث ايام لهي تصوك بنا انت رادنا لمدينة , ولخيام ماهي بعيدة من هون. شكلت؟
- ايوة شلاهي نكولك ماعندي فرصة غير ذا كلت , رانا نصبرو معاك وتوف
- زين , مرحبا وسهلا 
ذهب عمر والزوينة مع الشيخ وأسرته , ترى ماذا ينتظرهما هناك ....

نعرف ذلك في الجزء الرابع
الجزء الرابع : من حكاية "الملحفة"

ذهب عمر والزوينة مع الشيخ وأسرته إلى أهلهم , وعند الوصول كانت الخيام كثيرة مبنية ومزينة , ثم نزلت الزوينة, أعجبها الطريقة التي بنيت بها الخيام , وكل الرجال يرتدون "الدراعة" والنساء يرتدين "الملاحف" البيضاء , وطبل وزغاريت , رحبت العائلة بهم , ثم دخلت الزوينة على خيمة العروس التي كان يتم الظفر والحنة للعروس والفتيات فيها , وكانت الفتيات يتمازحن مع العروس , وهي صامتة ثم نظرت إحداهن لزوينة وهي تقول من أنتي؟؟ وكيف دخلتي إلى هنا , انه مكان خاص بعروس , قالت الزوينة : اسمحولي , أنا ألا ضيفة و دخلت هون 
فردت الأخرى : كلامك يدل عنك مانك من ذي ارض ولابسة العباية أخبارك منها
الزوينة : هههه حك أنا مثلكم ياغير خلكت وربيت في دبي وربت فم وجيت ذا الشهر هون مع أهلي..
ابتسمت الفتاة وقالت : ههههه مرحبا.. مرحبا ياغير فرض عليك تلبسي الملحفة بيك معانا واحنا لهي نلبسو نكشة كاملين. 
الزوينة : شنهو معنى "النكشة" ؟
ردت : هههههه النكشة هي ملحفة مطوية على نصين تنكرد ( أي بمعنى تعقد ) في محزم لهي نلبسوها ظرك وتعرفي , ولهي ملي تظفري معانا 
قالت الأخرى : تظفر واعرة ماشفتي زغبتها ما أطولها 
ردت الاولى : ههههه كولي تبارك الله , ألا لهي تظفر لها الكدامي ( الامامي) منو .
فقالت التي تظفر للعروس : هاذي شبيبة ايلا ظفرت وتحفلت وتنكشت لهي يكولو عنها هي لعروس هههه
وبدأن في ضحك أما الزوينة فلم تكن تفهم ما يقصدن ...
وبعد أن ظفرت الزوينة ولبست "النكشة" طلبن منها أن تبقى مع العروس حتى يعدن , وبعد ذهابهم اقتربت منها فتاة وقالت حان موعد الخروج فوالدة العروس تريد أن تبقى معها وحدها .
خرجت الزوينة وإذا بها ترى الكل مجتمع يستعدون لاستقبال أهل العريس , وحين دخلت الزوينة للمجمع توقف الجميع يسأل عنها .
أما عمر الذي كان مع الشباب فقد ارتدى "دراعة" بيضاء ولثام أسود وقد طلب منه أخ العروس إن كان يعرف ركوب الجمل, يردون أن يستقبلون أهل العريس بركوب الجمال على شكل دائري كنوع من الزينة , وهكذا خرج عمر أمام مجمع على جمل فبهر به الفتيات وبدأن يسألن عنه لكن إحداهن تعلم انه قد جاء مع الزوينة ولم يكن يعجبها ذلك, في محفل وعمر على الجمل كان يبحث بناظره على الزوينة , فهو لم يرها منذ دخولها الخيمة , وهي كذلك كانت تبحث عنه ولم تره فهي لم تعلم انه قد ركب الجمل مع الشباب , وحضر أهل العريس فيما يسمى ب : "الدفوع" وهو أن يأتي أهل العريس بمهر العروس ملابسها ونحائر وهدايا لأهل العروس مع صناديق السكر والتمر و الشاي , كانت الأجواء جميلة لدرجة انشغلت الزوينة بذلك المشهد , وحين وصل أهل العريس أطلق الرصاص في الهواء مما أخاف الزوينة وسقطت مغميا عليها وحين سقطت رآها عمر كان يعلم أنها لم تسمع يوما صوت الرصاص من قريب فنزل من الجمل واقترب منهن وقال لهن أن يبتعدن فهو يعرف ما بها , فحملها وادخلها الخيمة , فجاءت جدتهم وهي تحمل شيء من بخور وقالت له : مِرتَكْ ذي ماكط سمعت رصاص سابك ذا؟
عمر وهو مبتسم : مانلا , ولا كط كاع حضرت مناسبة لأهل الصحرا
اندهشت العجوز وهي تقول: ياوي 
عمر : والله الا حك 
العجوز حين اقتربت منها : يفكها من باس العين ذي مِرتَكْ شبيبة , توكلها العين , حاني كاع نجيب الشَبة (حجر ابيض يعتقد أن في وضعه على نار وذوبانه حماية من العين ) نطَرْطَكْها عليها لاتعود مستها العين 
عمر وهو يضحك : هي لهي طرطك شبة ماهو عكس ههههههه
استيقظت الزوينة وهي تريد أن تشرب , أما عمر فحين التفتت عليه الزوينة لم يتحرك , فأول مرة يرى الزوينة بملابس تقليدية كاملة وكانت في غاية الجمال والأنوثة , أحست الزوينة بخجل مما جعلها لا تنظر إليه , وأخذت بتغطية رأسها ووجهها عنه , حتى أحس عمر انه قد نسيه نفسه فقال : حمد لله على سلامتك ما خوفك
الزوينة : علاه ماكلتها لي انا ذا ماكط سمعتو طار قلبي
عمر وهو مبتسم : طار ألا قلبي أنا من شي ثاني
الزوينة : مناش ؟؟؟
عمر : الا قنبلة نووية ههههههه
الزوينة : خليني نكوم ..طافلات ايحانوني
عمر: ايوة كومي, مع اني ماندور حد يشوفك 
الزوينة : شنهو؟
عمر: والو.. والو.. كون كومي
خرجت الزوينة وعمر من الخيمة وإذا بهم يلتقين برجل يلبس دراعة ويحمل بندقية , وقال: هي انتي الي سخفتي من خلعة ؟
التفتت الزوينة عليه : حك
الرجل نظر إلى الزوينة بدهشة وقال: يَكْطَع يَمِي أيديا إلي خلعوك انتي, أنا من ليوم ما تليت نرفدها 
أحس عمر أن الرجل يتغزل بالزوينة وقال: حكلا ... ياغير ما طلبتها منك ..
الزوينة بدأت تضحك فزاد غضب عمر فأخذها من يدها ليبعدها عن الرجل , فلم يعجب ذلك الرجل.
وقال: اترك عنك الطفلة , هي ماهي زوجتك باش تمسها , فرد عمر بغضب: من كالها لك.. 
الرجل : الظاهر ما يحتاج الكول .
عمر: إحنا مخطوبين وله نتخموا (نتزوج)
الزوينة في دهشة : شنهوا؟؟؟
عمر نظر إلى الزوينة وكأنه يعطيها إشارة مما جعل الزوينة لا تنفي كلامه 
ذهب الرجل وهو يحدق بهما ..فابعد عمر الزوينة عن جميع وقال لها:
- يا الزوينة إتكايسي إنتي رانك هاربة من اهلك وإيلا فطن لك حد راهو يكد يخطفك ماعلم بيك حد... 
الزوينة : يخطفني وانت معايا؟؟
عمر: من كالك عني لهي نتم الا معاك .
الزوينة : أثرك لهي تخليني؟
عمر: حك
الزوينة وهي غاضبة : وعلاه تكولوا عنك خاطبني؟؟
عمر: باش نبعدو منك..
الزوينة : ما كنت كايلة عنك ذا نبتك ...
ذهبت الزوينة وهي غاضبة , أما عمر فنظر إليها وهو يبتسم , وكأنه يعلم ما يجول في خاطرها .
دخلت الزوينة الخيمة الكبيرة وهناك وجدت الكل يحتفل ويبارك للعروسين , وبعد قليل جاء طفل إلى الزوينة وقال : راهو حد يحاني ورا الخيمة .

فرحة الزوينة فهي تعتقد انه عمر يريدها ليعتذر , وحين وصلت لمكان وجدت شخص أخر, انه الرجل الذي أغضب عمر , فتوقفت عن المسير وأحست بخوف منه , وهي تتساءل ماذا يريد هذا الرجل مني ؟؟
الرجل : السلام , اشحالك وني , ياك ماجلجك (أخافك) كلامي كبيل 
الزوينة : لا لا ...عادي 
الرجل : أنا ينكالي السالك ومن لحظة شفتك أعجبتني , وايلا قبلتي بيا نشدك ونعدل لك الي بغيتي نجبوا لك يعملو في سما ولا تحت التراب.
الزوينة : أنا ماندور منك شي, ورانا كلنا لك عني مخطوبة .
سالك : نعرف , ياغير إلا رفضته نجيك انا أخير منو وأغنى. 
الزوينة : الموضوع ماهو الفضة , الموضوع شي كبير واعر عليك تفهمو .
سالك : انتي رانك ما تعرفيني , أنا إيلافت دخلتي راسي ما تمركه حية .
الزوينة بتعجب : شنهوا؟؟
سالك: مزلتي تعرفيه ...
وذهب السالك عن الزوينة تاركاً لها كلمات قليلا لا توحي بخير ..ثم بعد قليل إذا بيها تلمح عمر , ففكرت ان تقول له مقال لها سالك لكنها تذكرت كلامه انه لا يهتم , فكبريائها لا يسمح لها بذلك وذهبت إلى خيمة العروس .
وبعد انتهاء الحفل طلب الشيخ ان يركبا في سيارة ابنه لأنه ذاهب إلى المدينة وسوف يوصلهما معه .
جمعت الزوينة أغراضها وكذلك عمر وحين التفت عمر على سائق وجده الرجل الذي يكرهه انه السالك , كان يريد أن يرفض أن يوصلهما لكنه تذكر أن الزوينة قد تأخرت عن موعد لقاء أهلها , فكتمها في نفسه ثم جلس في مقعد الأمامي في محاذاة السالك , وحين جاءت الزوينة وعرفت ان السالك هو الذي سوف يوصلهما دار هذا الحوار:
الزوينة : هو انت لهي تلحكنا ؟؟
السالك: حك بعد
عمر: مالك؟؟
الزوينة : انا ماني باغية نمشي معاه
عمر: انتي مالك معايا ...
السالك بابتسامة ماكرة : حك ..حك ...امالو خطيبك ..مناش خايفة
الزوينة : وهوما الوتات فرغوا على وتو..
عمر: مالك اثرو كالك شي؟؟؟
الزوينة وهي تنظر لسالك : لا ..لا...اخباري منو 
ثم وافقت الزوينة على أن يوصلهما السالك , لكنها لم تكن تشعر بأمان , وبدأت الرحلة ....


الجزء الخامس والاخير من حكاية الملحفة :


ثم وافقت الزوينة على أن يوصلهما السالك , لكنها لم تكن تشعر بأمان , وبدأت الرحلة طول تلك الساعات الأولى والصمت هو رفقهم ثم عند الغروب توقف بهم السيارة طلب منهم السالك أن ينزلوا إلى بعد العشاء ثم يكملون الرحلة , حضر سالك العشاء وبدأو بأكل ثم بعد شاي طلب عمر بعض الوقت لراحة لان زوينة كانت تشعر بتعب , وفي صباح ذلك اليوم استيقظ عمر ليجد نفسه وحيدا لا سيارة أمامه ولا الزوينة ولا حتى السالك ولا اثر لأي احد منهم , لم يعرف عمر ماذا سيفعل فقد اختفت الزوينة , وأخذت كل الأفكار المحزنة تدور في رأسه ولكن ماذا سيفعل , حمل حقيبته ومشى على قدميه إلى أن وصل ممر السيارات وجلس ينتظر أي سيارة تمر , وكأنه في غيبوبة لا يصدق ما هو فيه , وحين يتذكر وعده لزوينة تدب النار في صدره فيصرخ , وبعد ساعات من انتظار سمع صوت سيارة وحين نظر وجدها سيارة مارة فأشار لها فتوقفت فوجده رجل كبير , وبدأ هذا الحوار :
عمر : السلام حكلا ايلا عدت ماشي مدينة لحكني معاك
الرجل : حك , الا تعالى , ياغير انت مالك 
عمر: شلاهي نكولك كنت مع مدة لهي تلحكني , وخطف الطفلة الي معايا منين عطاني شي نوكلو ركدني
الرجل : تفو...تفو...هذا كاع الي جا عليه ذا ماكط جا عليه حد , وانت مالك ماتلود لها..
عمر : هو عندو من لهل هون الا خيمة بوه , ونعرف عنو ماهو فيسد لهي يجيبها فم , لابدا يعود مشى بيها لمدينة 
الرجل : يا ولدي لا تخاف راهي فعناية مولانا , ومالهي يخلك لها شي 
عمر : ان شاء الله

كان عمر منكسر , وحزين حتى انه لا يعرف لماذا كل هذا الحزن ,ولكن ما الذي سوف يفعله , وبعد يوم كامل من طريق وصل أخيرا إلى المدينة , وهو ينظر ويبحث بناظريه عنها , لم يذهب إلى بيته ,بل ظل طول الليل تائها باحثا عن ما لا يعرف , وبعد أن أرهقه البحث عاد إلى بيته منكسرا , حزينا , فرحت أمه لعودته لكنها أحست بأنه متعب وحين جلس قربها مدد رأسه على ركبتها ثم دار هذا الحوار ويد أمه على رأسه :
الأم : مالك يا عمري , انت شمكدر عليك؟؟
عمر: انتي تحسي بيا سابك ماتكلمت , ماني عارف شلاه نكولك ولا منين نبدا
الأم: الا كول وني من لحظة مشيت عني الى ظرك
عمر: ريت يا امي الي كان غاد عليا وكيف ماجبرتو ضيعتو
الأم: منين ريتو وجبرتو هذا فات قدرو مولانا ومنين ضيعتو هذا قدر مافت عرفت شمكتوب فيه
عمر: واعر عليا تليت نجبروا
الأم: يا عمري زَيَنْ نِيْتَكْ وَكعِدْ فِطريق , وسوى طار ولا نزل شي قدرو مولانا لك مايكد حد يكلعو منك , وشي ماهو لك ,ماتكد تكلعو كد الي عدلت 
عمر: نعرف يامي , ياغير انا ماكديت نصتراح شي فاخلاكي يوجعني
الأم : صبر ياولدي , وحد باغي شي لابدالوا ينصبر عليه ..
عمر : حك ..صبر ..صبر

ونام عمر على ركبة أمه وهو ردد كلمة : "صبر" , أمه كانت تحس بقدر حزنه , فأدمعت عيناها من حزن عليه ثم رفعت يدها لسماء تدعو له بأن ينال ما يريد ويسترح قلبه من هذا الحزن .
ظل عمر على تلك الحال مدة أسابيع ولا ينام إلا إن وضع رأسه على ركبة أمه , أحست أمه أن عمر يحتاج لشيء يشغله عن ما يفكر فيه , فاتصلت بزوجة اخ زوجها وطلبت منها التعجيل بخطبة , ووافقت على ذلك وقالت لها بأن يأتوا لتحديد الخطبة الرسمية والبدء بمراسم الزفاف , كانت تفكر الأم بكيف تخبر عمر بهذا لأنها تعلم انه موضوع لا يهمه , وحين عاد إلى البيت متأخرا , جاءت إليه ودار هذا الحوار :
الأم: عمر عندي طلب منك وندورك توافق عليه , يسوى أنت مكدر وهذا ألا لمصلحتك .
عمر: تعرفي عني ماكط رديت لك طلب ايلا عاد في مستطاع..
الأم : ندورك تستخيم 
عمر: هههههههه يكول المثل : إيلاَ كثِرْ الهَْم يعود يضحك , هذا موضوع بضبط هو الي انا ماندورو
الأم : انت تعرف عن كلام الوالدين مايعاكب , ولهي يعود الا لخير لك 
عمر: يا أمي مانبغي شي كدر عليك , ياغير ارحميني من ذا
الأم : انت بعد حاني تجبر طفلة وشتعرف تنسيك فكلشي
- صمت عمر وهو يتذكر لحظة غضب الزوينة منه حين قال لها انه لن يكون معها
الأم : فاش تخمم جاوبني
عمر: وجعتني قلبي يا امي
الأم (وهي تمسح دموعها): وانا بكتني
عمر: لا لا لا , تعرفي عني مانبغي نشوف دموعك , لهي نعدلك اخلاكك يسوى ثقيلة عليا 
الأم : مانك لهي تندم ماحدك تسمع كلمتي .

وافق عمر على طلب أمه , وارتدى "الدراعة" وذهب معها لأنه سوف يلتقي أول مرة بزوجة المستقبل , وهو يحس باختناق ولكن ماذا سيفعل الزوينة لم تظهر ولا يعرف هي في أي ارض , حتى انه كان يفكر بأن يخبر شرطة ولكنه خاف على سمعتها , وبعد طريق دخل إلى منزل العم واستقبلته عائلة ونادت عليه أخته إلى الغرفة أخرى حتى يتسنى له أن يعرف العروس , لكنه طلب من أخته أن تظل معه , لان لا رغبة له في الحديث وبعد ساعات طويلة من انتظار , دخلت فتاة تخفي وجهها بالملحفة , ثم سلمت عليها أخته واستأذنتهم للخروج , ظل عمر صامتا وفتاة صامتة , ثم قالت له : ايلا عاد عندك شي تكولو , أخير تكولو ظرك سابك مايجي وقت ماينفع فيه لكلام.
عمر: شلاهي نكولك يا منت عمي , أنا ألا بيا والدتي أما مانجي هون 
الفتاة : وانا الا بيا والدتي ملي 
عمر فرح : يعني حتى انتي مادوريني
الفتاة : انا فاخلاكي حد ثاني 
عمر : حتى انا...
الفتاة : منهي ذي الي فاخلاكك, وعلاه ماتكيسها 
عمر : شكم ونراها كنت نكولها لها 
الفتاة : اثرها منين ؟؟
عمر: ذا هو الي مجنني عني مانعرف بلدها
الفتاة : ماهو انت الي خليتها 
عمر : مانلا
الفتاة : وايلا ريتها ...
عمر : لهي نهرب بيها 
الفتاة : هههههه علاه
عمر: باش مايخطفها مني حد مرة ثانية
الفتاة : انت فت كلت عنك اخبارك منها
عمر في دهشة : شنهو...انتي اثرك تعرفيها
الفتاة وهي تظهر وجهها : انا الزوينة
- كشفت الفتاة عن وجهها -
عمر: ؟؟؟؟؟؟ الزوينة ؟؟؟؟؟
الفتاة : حك انا الزوينة
عمر : كفاش ؟؟
الزوينة : منين مشى سالك بيا لمدينة كالي عنو من لحظة شافني عرفني بيه قريب أمي وكان من ذوك الي استقبلونا , وكان عالم بهروبي , ولحكني لدار اهلي , وفم استرحت ياغير بكى فيا علاه خلاك فم , كالي عنك انت راجل وما ينخاف عليك .
عمر : كنت قابلة بارتباط بقريبك لو كنت ماهو انا ؟؟
الزوينة : الا كيف قبولك انت 
عمر : حكلا ..
الزوينة : حك...

ثم دخلت أخت عمر مفاجئة بسماع حديثهما , وقالت :
- يعني أنت تعرف الزوينة وهي عارفتك طول ذي مدة الي كانت هاربة فيها , والعجيب عنكم أولاد عم ولافيكم حد عارف ثاني , والي مضحكني عنك انت تهرب منين نذكرو لك منت العم وهي ملي هاربة على نفس السبب ههههههه
عمر : ياك شفتي هههههههه
الزوينة : ههههههههه

وارتفعت أصوات الفرح بينهما حتى سمعه الجميع , مما جعل الجميع يأتي إليهم ليستفسر عن سبب الضحك..
وبعد أسبوع تم تحديد يوم الزفاف , وكانت الزوينة في قمة السعادة وبينما هي تستعد قالت لأمها أنها تريد التحدث مع والدها , وبعد حضوره دار هذا الحوار بينهما :
الاب: مالك ياوني ؟؟
الزوينة : ندور نطلب منك السماح , الانسان مايعرف الخير فاش , وانا كنت طول عمري نلود على شي هو بين ايديا وكنت نشك عني بعنادي لظروف لهي يتغير شي في القدر , الغريب يا والدي عنا مانعرفو سعادتنا منين ؟ حتى نفقدو الي كنا شاكن عنو يجلب لنا السعادة , مع ان السعادة موجودة وحلاوتها منين نوصل لمرحلة فوق التعب وهي صبر على ما لا يصبر عليه ..
الاب : رغم عني كنت مفكوع منك لانك هربتي وخلعتيني عليك , ياغير ظاهر عن هروبك هو الي خلاك تستعقلي , وهذا الي كنتي فاصلة فيه .
الزوينة : حك ههههههه
في الجانب الاخر :
أم عمر : عمري ياك بعد عرفت عنك ذاك الي كنت دور جبرتو على زين حالة 
عمر : والله ياولدتي , صدك الي كال عن برور الوالدين يجيب الا الخير

تزوجت الزوينة من عمر وبقيت معه , وكان شرط الزوينة أن تقضي معظم وقتها في البادية , فهي تحب أن تتذكر كل تلك المغامرات الجميلة التي جمعتها ب عمر ....
اما عمر فكان شرطه ان ترتدي الزوينة الملحفة ..

عمر : انتي لهي تلبسي ذي ملحفة تالية لا رجوع في أمر
الزوينة : وانت لهي تشد ذي زوينة مدى العمر 
عمر : ومن كالك عني شاكي منها 
الزوينة : ومن كالك عني شاكية من ملحفة , كافي عنها ذكرني بشي
عمر : حكلا هو شنهو؟؟
الزوينة : الين تكولي علاه مانك شاكي مني
عمر : ههههههههه ماني
الزوينة : صدك اهبل
عمر : هههههههه رجعتي لخليجية , ايوة هذا هو الي عاجبني الا لسانك ذا الي مافيه الي يصلح
الزوينة : هههههه وانا الملحفة ذكرني منين تستهبل ههههههه

كان هذا الحوار بينهما وهما على الطريق في زيارة إلى البادية , المكان الذي ابتدأت منه رحلتهما .....

****** النهاية*****
الملحفة ليست رداء نرتديه لزينة , إنما هو حجاب وستر يحفظ لنا كرمتنا وشموخ ديننا وأعراضنا , ليست شيء بسيط بنسبة لنا , إنما هي وطن تترسم فيه معالم كينونتنا ....
أحببت أن يكون العنوان الملحفة فقط لأنني أرى فيها كل معالم وطني