الخميس، 20 فبراير 2014

سباق الإبل عند البيضان

سباق الهجن 
يعشق أهل الصحراء الإبل كعشقهم للمرأة والشاي والحياة، ليس فقط لأنها مصدر اللبن والوبر واللحم والجلد، ووسيلة حمل وتنقل لا مثيل له ، ولكنها تشكل بالنسبة له أحد رموز الحياة والخصب على هده الحياة الصحراوية القاحلة . واشتهرت الإبل بعدة صفات في مقدمتها صبرها على الجوع واحتمالها العطش حتى تجد الماء والكلأ. وأكثر من ذلك صبرها على حملها الثقيل أثناء السفر في الصحراء. وبالنسبة لأهل الصحراء فان النظرة وحدها في قطيع الإبل كافية للقضاء على التوتر والقلق وإطفاء الغضب ... وشربة من لبن الناقة تشفي من المرض والسقم والاكتئاب وكل التعب ، وتعيد القوة وتمنح للشيخ والعجوز والشاب القوة والحيوية
ونظرا لكون الإبل أكثر ارتباطا بإنسان الصحراء ولقيمتها ورمزيتها أقام الصحراويون : لز الإبل في الصحراء الخالية ، وفي المناسبات الاجتماعية كحفلات عقد القران والزفاف ويتم التقاء الإبل لخوض هذه السباقات التي يمتطيها "أفكا ريش" أي الرجال الأقوياء الذين يجيدون ركوب الإبل . وهذه السباقات كثيرا ما تؤدي إلى مشاحنات قد تأخد أشكالا عنيفة
وقديما في المجتمع الحساني نجد مجموعة من العادات ارتبطت بهذا الإطار قد اندثرت اليوم انمحت من الوجود ، وما تبقى منها إلا ذلك الحنين والبكاء على الأطلال. فلز الإبل كان حاضرا كلما اجتمع شبان "الفركان" في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف أو "التعركيبة" ... عندها يتم إخبار الجميع بان "أهل فلان عندهم اللز " ليكون الجميع على أهبة الاستعداد.
يقوم الرجال بإحضار جمالهم إلى حلبة السباق وتكون عادة هذه الجمال مهيأة ويضعون على ظهورها "الراحلة" وهي أداة تشد علي ظهر الجمل المدرب علي الركوب أو "الحوية"وأيضا " لمسامة" أو "لحرج"أو"اكورار" بالنسبة للنساء.
ويقام السباق في جو يحدوه السخب والتشجيع والزغاريد من قبل النساء والأطفال ،وتتكلف النساء بحمل" البند" وتسليمه للمتسابق الذي استطاع التفوق علي بقية المتسابقين.